بعد ايام من العملية العسكرية الدولية ..الدائرة تضيق على القذافي وسيناريو تقسيم ليبيا "متاح"
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير من بنغازي نشرته اليوم الخميس: "ان ثوار ليبيا يستعدون لأسوأ السيناريوهات المتمثلة في تقسيم البلاد، رغم أنهم يأملون بقيام دولة ديمقراطية موحدة".
وتشير الصحيفة إلى أنه منذ انتفاضة فبراير التي أنهت حكم العقيد معمر القذافي في بعض المناطق الشرقية وعلى رأسها مدينة بنغازي، فإن المدارس والعديد من قطاعات الأعمال ما زالت مغلقة، ولكن الشرطة عادت إلى الشوارع، والمستشفيات تعمل والمحال التجارية بدأت تفتح أبوابها تدريجيا.
وتقول الصحيفة الامريكية "يتودد قادة المعارضة للشركاء الدوليين وهم يحاولون بناء نظام سياسي واقتصادي لفترة من الانقسام يتوقع البعض أن تطول إلى أجل مفتوح".
ونسبت "واشنطن بوست" إلى فتحي باجا وهو رئيس الشئون الدولية في المجلس الانتقالي قوله: "نحن لا نرغب بالانقسام ولا نسعى إليه، ولكن هذا السيناريو قد يحدث".
ويقول المتحدث باسم المعارضة مصطفى غرياني "إنه عندما انسحبت قوات القذافي بعد اندلاع الانتفاضة "كنا نعتقد أن الأمر سيكون مثل مصر وتونس، باعتبار أن لدينا وزارات، ولكننا اكتشفنا أننا لا نملك شيئا من هذا القبيل".
والآن يتحمل المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم 31 عضوا، مسئولية إيجاد بني تحتية سياسية واقتصادية وعسكرية من الصفر.
ويضم المجلس فريق إدارة الأزمات الذي يعمل عمل الحكومة، وقد عاش معظم أعضائه في الخارج، منهم وزير الاقتصاد الذي ترك منصبه أستاذا في جامعة واشنطن.
ويعمل قادة المعارضة بالتعاون مع خبراء في أمريكا وأوروبا على خطط لصياغة دستور وقوانين انتخابية، ويقول القادة إنهم يسعون لتحقيق نظام ديمقراطي يشمل حرية التعبير والتعددية الحزبية والقضاء المستقل.
لاللتقسيم ولاللقذافي
وقال الناشط الليبي ربيع المسطاري: "إن هذه المظاهرات سوف تكون أمام سفارات دول الممشتركة في حلف الناتو " ، موضحا أن مطالب هذه التظاهرات سوف ترتكز على التالي :
1- إيقاف انتهاكات قوات القذافى لمدينة مصراتة ، وكل مدن الجبل الغربي ، والزاوية .
2- التعبير عن الرفض التام لفكرة تقسيم ليبيا .
3- رفض أية حلول تستند على بقاء القذافى وأبنائه في السلطة .
4- عدم وجود أي أثر للقاعدة بين الثوار .
وتطالب التشكيلات الشعبية في المدن المحررة الليبيين المقيمين خارج ليبيا بالتظاهر المتزامن مع مظاهرات الداخل.
تمويل الثوار
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم ان بريطاني تسعى لاقناع دولا عربية لتولي تدريب قوات الثوار لتعزيز وضعها الميداني قبل اي مفاوضات لوقف اطلاق النار في ليبيا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر عسكرية بريطانية رفيعة المستوى قولها: "انه يجري التفكير في استئجار شركات امن خاصة، يعتمد بعضها على عناصر سابقة من القوات الخاصة البريطانية، لمساعدة الثوار" ، على ان تتحمل دولا عربية دفع كلفة هذه الشركات الخاصة.
ويقول تقرير "الجارديان" ان هناك تقديرا عاما الان ان قوات الثوار غير المنظمة لن تحرز تقدما وحدها، لذا ينظر اعضاء حلف شمال الاطلسي "الناتو" في الطلب من دول عربية مثل قطر والامارات القيام بتدريب الثوار او دفع تكاليف التدريب.
ومعروف ان قطر والامارات تشاركان عملية ناتو العسكرية في ليبيا حاليا، ويتوقع ان تأخذ عملية تدريب مقاتلي الثوار شهرا على الاقل كي يصبحوا قادرين على المناورة وتحقيق تقدم على الارض.
وتنقل "الجارديان" عن مصدر بريطاني قوله: "انهم لا يتقدمون فقط يسيرون على الطريق بالسيارات وحين يرون مدافع موجهة نحوهم يعودون ادراجهم".
ويعتقد ان التدريب، لو تم، لن يكون مناقضا لقرار الامم المتحدة بالتدخل العسكري في ليبيا اذ انه يقع تحت عبارة "كل السبل الضرورية" لحماية المدنيين من هجمات القذافي.
وتقدر المصادر البريطانية ان عدد القوات الفعلية بين المعارضين، مع اضافة المنشقين عن جيش القذافي، هو في نطاق المئات او عدة الاف قليلة.
ويقدر الجميع انه في مرحلة ما سيكون هناك وقف فعلي لاطلاق النار، والمشكلة انه حين يحدث ذلك لا يجب ان يكون الوضع العسكري لصالح قوات القذافي.
لا لوقف الحرب
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني: "أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله ينبغي أن يكون هناك وقف لاطلاق النار وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة ورحيله عن ليبيا".
وكان أوباما تلقى رسالة من ثلاث صفحات من القذافي يطلب فيها وقف الحملة الجوية الغربية على قواته لكن المسئولين الامريكيين قابلوا نداءه بالرفض.
وقال جاي كارني المتحدث باسم اوباما للصحفيين المرافقين له الى بنسلفانيا "يمكننا تأكيد انه وردت الينا رسالة لكن من الواضح انها ليست الاولى والشروط التي وضعها الرئيس كانت واضحة وهو الافعال لا الاقوال" ،ورفض الكشف عن مضمون الرسالة.
وقيل أن الرسالة كما ورد في نسخة اطلعت عليها وكالة انباء اسوشييتد برس خاطبت أوباما بكلمة "ابننا" و "معالي" وانها حثته على وقف ما سماه القذافي "حربا ظالمة على شعب صغير في بلد نام".
في هذة الاثناء ، تقول مصادر مطلعة على السيناريوهات الثلاثة التي طرحها القذافي، في الرسالة التي ارسلها لأوباما ،من أجل تسوية مؤقتة: "إنها تجمع بين عنصرين غير مقبولين هما بقاء القذافي كزعيم رمزي وإن كان متقاعدا، وأن يضطلع احد أبنائه بدور في حكومة وحدة مع المعارضة ربما كرئيس لها".
وقال اوليفر مايلز وهو سفير بريطاني سابق في ليبيا :لا يمكن تحقيق ذلك في اللحظة التي يتنحى فيها القذافي سينتهي أولاده سياسيا ،لأن القذافي هو صاحب القرار.
وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات: "تجري مناقشة السيناريوهات المختلفة الجميع يريد حلا سريعا وتريد حاشية القذافي الحفاظ على النظام بأية وسيلة حتى لو كانت اقتسام السلطة مع احد أبنائه او تنحيه بشكل رمزي".
جحيم مصراته
وفي اطار حرب الابادة التي تشنها كتائب اقلذافي الأمنية على مدينة مصراته ، دعت الامم المتحدة مساء الأربعاء إلى وقف العمليات الحربية حول المدينة للتمكن من ايصال المساعدات إلى السكان المدنيين وافساح المجال أمامهم بالرحيل هربا من المعارك بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار.
ووجه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون "دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين" ، كما قال الناطق باسمه.
وقالت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة للشئون الانسانية فاليري اموس: "انه يجب وقف الأعمال الحربية بشكل موقت على الاقل حول مصراته من أجل التمكن من ايصال الادوية والمواد الغذائية الى المدينة وافساح المجال أمام الراغبين من سكانها البالغ عددهم حوالى 300 الف نسمة بالرحيل".
وقد شهدت ثالث أكبر مدينة في ليبيا والتي تبعد حوالى 215 كلم شرق طرابلس معارك مستمرة لأكثر من أربعين يوما منذ بدء الانتفاضة ضد نظام القذافي.
وقال قادة الثوار "ان التحالف الدولي الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا يجب أن يبذل جهودا أكبر لمساعدة المدينة"، وقالت فرنسا انها تنظر في اقامة ممر انساني بجري الى مصراته.
وعبر بان كي مون عن قلقه الشديد ازاء تدهور الوضع الانساني للمدنيين في المدن الليبية التي تتعرض لهجمات عسكرية بما في ذلك مصراته والبريقة والزنتان، كما قال الناطق باسمه مارتن نسيركي.
واضاف إن "الظروف في مصراته خطيرة مع تقارير تشير إلى استخدم الأسلحة الثقيلة لمهاجمة المدينة حيث السكان عالقين ولا يمكنهم بسبب القصف العنيف المستمر منذ عدة اسابيع، تلقي الامدادات الأساسية مثل المياه النظيفة والمواد الغذائية والأدوية".
ودعا بان كي مون أيضا حكومة القذافي إلى الالتزام بدعوات مجلس الأمن الدولي لوقف اطلاق النار ووقف العمليات ضد المدنيين.
ومن جهتها قالت اموس إن "الوضع على الأرض خطير وان عددا كبيرا من الأشخاص بحاجة فورية للمواد الغذائية ومياه الشفة ومساعدة طبية عاجلة".
وأكدت أن "امكانية مغادرة المدينة أصبحت مسألة حياة أو موت نحن بحاجة لوقف مؤقت للعمليات الحربية في هذه المنطقة كي يتمكن الناس من ايجاد ملجأ".
وأشار بيان صادر عن مكتبها إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في مصراته.
وأوضحت اموس ان "الامم المتحدة تملك مواد تموينية وهي على استعداد لتوزيعها" مشيرة الى ضرورة "وقف مؤقت للعمليات العسكرية كي نتمكن من نقل المساعدات الى الاشخاص الذين هم بامس الحاجة لها".
وكانت مساعدة المتحدث باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو ان الحلف "سيفعل كل شيء لحماية المدنيين" في مصراتة.
المنشأت النفطية
وقال كعيم: "ان طائرات بريطانية نفذت غارة جوية على حقل السرير النفطي قتل فيها ثلاثة من الحراس واصيب بعض العاملين الاخرين في الحقل"، ولم يرد تأكيد فوري للنبأ من وزارة الدفاع البريطانية.
واضاف كعيم "ان الغارة الحقت اضرارا بخط انابيب يربط الحقل بميناء الحريقة الليبي" ، وقال "لا شك ان هذا عدوان وهو مخالف للقانون الدولي ولا يغطيه قرار الامم المتحدة".
فيما اكد متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان الانتاج في الحقول النفطية في مسلة والواحة توقفت بعد هجمات اصابتها خلال اليومين الماضيين من قبل قوات القذافي.
وميدانيا ، استعادت قوات القذافي السيطرة على مدينة البريقة شمال شرق البلاد ، وأخرجت الثوار منها.
فيما قال شاهد عيان " ان الثوار طردوا كتائب القذافي خارج مدينة البريقة بحوالي 20كلم , وهم الان يمشطون المدينة بالكامل.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية أن الثوار تعرضوا لقصف مدفعي من قوات القذافي في مدينة أجدابيا ، التي تبعد 80 كيلومترا شرق البريقة ، وحلقت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي صباح امس فوق المنطقة دون أن تتدخل في الأحداث.
وقال أحد الأطباء: "إن الثوار أخلوا مستشفى أجدابيا لأسباب أمنية ، كما غادر مدنيون ورعاة غنم بقطعانهم على متن شاحنات المدينة تحسبا لوقوع مواجهات جديدة".
من جهته اتهم نائب وزير الخارجية خالد كعيم القوات البريطانية بتنفيذ ضربة جوية اصابت حقل السرير النفطي الكبير والحقت اضرارا بخط أنابيب يربط بين الحقل وميناء على البحر المتوسط.
الى ذلك ، رفضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون نداء شخصيا من العقيد الليبي معمر القذافي الى الرئيس الامريكي باراك اوباما لوقف ما سماه "حربا ظالمة" وطالبت القذافي بسحب قواته والرحيل الى المنفى.
بدورها ذكرت صحيفة "ليبيا اليوم" المعارضة ان تشكيلات شعبية داخل المدن المحررة في ليبيا تعتزم الخروج في مظاهرات متواصلة خلال أيام 6- 7- 9 - 10 من شهر أبريل/نيسان الجاري.
طرابلس: على الرغم من اعلان واشنطن رفضها لنداء العقيد الليبي معمر القذافي لوقف "الحرب" ، الا انه يستمر في تعنته واصراره على عدم التنحي ومواصلة الحرب الدائرة بين قواته وبين المناوئين له ، مما جعل سيناريو تقسيم ليبيا غير مستبعد .
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير من بنغازي نشرته اليوم الخميس: "ان ثوار ليبيا يستعدون لأسوأ السيناريوهات المتمثلة في تقسيم البلاد، رغم أنهم يأملون بقيام دولة ديمقراطية موحدة".
وتشير الصحيفة إلى أنه منذ انتفاضة فبراير التي أنهت حكم العقيد معمر القذافي في بعض المناطق الشرقية وعلى رأسها مدينة بنغازي، فإن المدارس والعديد من قطاعات الأعمال ما زالت مغلقة، ولكن الشرطة عادت إلى الشوارع، والمستشفيات تعمل والمحال التجارية بدأت تفتح أبوابها تدريجيا.
وتقول الصحيفة الامريكية "يتودد قادة المعارضة للشركاء الدوليين وهم يحاولون بناء نظام سياسي واقتصادي لفترة من الانقسام يتوقع البعض أن تطول إلى أجل مفتوح".
ونسبت "واشنطن بوست" إلى فتحي باجا وهو رئيس الشئون الدولية في المجلس الانتقالي قوله: "نحن لا نرغب بالانقسام ولا نسعى إليه، ولكن هذا السيناريو قد يحدث".
ويقول المتحدث باسم المعارضة مصطفى غرياني "إنه عندما انسحبت قوات القذافي بعد اندلاع الانتفاضة "كنا نعتقد أن الأمر سيكون مثل مصر وتونس، باعتبار أن لدينا وزارات، ولكننا اكتشفنا أننا لا نملك شيئا من هذا القبيل".
والآن يتحمل المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم 31 عضوا، مسئولية إيجاد بني تحتية سياسية واقتصادية وعسكرية من الصفر.
ويضم المجلس فريق إدارة الأزمات الذي يعمل عمل الحكومة، وقد عاش معظم أعضائه في الخارج، منهم وزير الاقتصاد الذي ترك منصبه أستاذا في جامعة واشنطن.
ويعمل قادة المعارضة بالتعاون مع خبراء في أمريكا وأوروبا على خطط لصياغة دستور وقوانين انتخابية، ويقول القادة إنهم يسعون لتحقيق نظام ديمقراطي يشمل حرية التعبير والتعددية الحزبية والقضاء المستقل.
لاللتقسيم ولاللقذافي
وقال الناشط الليبي ربيع المسطاري: "إن هذه المظاهرات سوف تكون أمام سفارات دول الممشتركة في حلف الناتو " ، موضحا أن مطالب هذه التظاهرات سوف ترتكز على التالي :
1- إيقاف انتهاكات قوات القذافى لمدينة مصراتة ، وكل مدن الجبل الغربي ، والزاوية .
2- التعبير عن الرفض التام لفكرة تقسيم ليبيا .
3- رفض أية حلول تستند على بقاء القذافى وأبنائه في السلطة .
4- عدم وجود أي أثر للقاعدة بين الثوار .
وتطالب التشكيلات الشعبية في المدن المحررة الليبيين المقيمين خارج ليبيا بالتظاهر المتزامن مع مظاهرات الداخل.
تمويل الثوار
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم ان بريطاني تسعى لاقناع دولا عربية لتولي تدريب قوات الثوار لتعزيز وضعها الميداني قبل اي مفاوضات لوقف اطلاق النار في ليبيا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر عسكرية بريطانية رفيعة المستوى قولها: "انه يجري التفكير في استئجار شركات امن خاصة، يعتمد بعضها على عناصر سابقة من القوات الخاصة البريطانية، لمساعدة الثوار" ، على ان تتحمل دولا عربية دفع كلفة هذه الشركات الخاصة.
ويقول تقرير "الجارديان" ان هناك تقديرا عاما الان ان قوات الثوار غير المنظمة لن تحرز تقدما وحدها، لذا ينظر اعضاء حلف شمال الاطلسي "الناتو" في الطلب من دول عربية مثل قطر والامارات القيام بتدريب الثوار او دفع تكاليف التدريب.
ومعروف ان قطر والامارات تشاركان عملية ناتو العسكرية في ليبيا حاليا، ويتوقع ان تأخذ عملية تدريب مقاتلي الثوار شهرا على الاقل كي يصبحوا قادرين على المناورة وتحقيق تقدم على الارض.
وتنقل "الجارديان" عن مصدر بريطاني قوله: "انهم لا يتقدمون فقط يسيرون على الطريق بالسيارات وحين يرون مدافع موجهة نحوهم يعودون ادراجهم".
ويعتقد ان التدريب، لو تم، لن يكون مناقضا لقرار الامم المتحدة بالتدخل العسكري في ليبيا اذ انه يقع تحت عبارة "كل السبل الضرورية" لحماية المدنيين من هجمات القذافي.
وتقدر المصادر البريطانية ان عدد القوات الفعلية بين المعارضين، مع اضافة المنشقين عن جيش القذافي، هو في نطاق المئات او عدة الاف قليلة.
ويقدر الجميع انه في مرحلة ما سيكون هناك وقف فعلي لاطلاق النار، والمشكلة انه حين يحدث ذلك لا يجب ان يكون الوضع العسكري لصالح قوات القذافي.
لا لوقف الحرب
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني: "أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله ينبغي أن يكون هناك وقف لاطلاق النار وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة ورحيله عن ليبيا".
وكان أوباما تلقى رسالة من ثلاث صفحات من القذافي يطلب فيها وقف الحملة الجوية الغربية على قواته لكن المسئولين الامريكيين قابلوا نداءه بالرفض.
وقال جاي كارني المتحدث باسم اوباما للصحفيين المرافقين له الى بنسلفانيا "يمكننا تأكيد انه وردت الينا رسالة لكن من الواضح انها ليست الاولى والشروط التي وضعها الرئيس كانت واضحة وهو الافعال لا الاقوال" ،ورفض الكشف عن مضمون الرسالة.
وقيل أن الرسالة كما ورد في نسخة اطلعت عليها وكالة انباء اسوشييتد برس خاطبت أوباما بكلمة "ابننا" و "معالي" وانها حثته على وقف ما سماه القذافي "حربا ظالمة على شعب صغير في بلد نام".
في هذة الاثناء ، تقول مصادر مطلعة على السيناريوهات الثلاثة التي طرحها القذافي، في الرسالة التي ارسلها لأوباما ،من أجل تسوية مؤقتة: "إنها تجمع بين عنصرين غير مقبولين هما بقاء القذافي كزعيم رمزي وإن كان متقاعدا، وأن يضطلع احد أبنائه بدور في حكومة وحدة مع المعارضة ربما كرئيس لها".
وقال اوليفر مايلز وهو سفير بريطاني سابق في ليبيا :لا يمكن تحقيق ذلك في اللحظة التي يتنحى فيها القذافي سينتهي أولاده سياسيا ،لأن القذافي هو صاحب القرار.
وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات: "تجري مناقشة السيناريوهات المختلفة الجميع يريد حلا سريعا وتريد حاشية القذافي الحفاظ على النظام بأية وسيلة حتى لو كانت اقتسام السلطة مع احد أبنائه او تنحيه بشكل رمزي".
جحيم مصراته
وفي اطار حرب الابادة التي تشنها كتائب اقلذافي الأمنية على مدينة مصراته ، دعت الامم المتحدة مساء الأربعاء إلى وقف العمليات الحربية حول المدينة للتمكن من ايصال المساعدات إلى السكان المدنيين وافساح المجال أمامهم بالرحيل هربا من المعارك بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار.
ووجه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون "دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين" ، كما قال الناطق باسمه.
وقالت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة للشئون الانسانية فاليري اموس: "انه يجب وقف الأعمال الحربية بشكل موقت على الاقل حول مصراته من أجل التمكن من ايصال الادوية والمواد الغذائية الى المدينة وافساح المجال أمام الراغبين من سكانها البالغ عددهم حوالى 300 الف نسمة بالرحيل".
وقد شهدت ثالث أكبر مدينة في ليبيا والتي تبعد حوالى 215 كلم شرق طرابلس معارك مستمرة لأكثر من أربعين يوما منذ بدء الانتفاضة ضد نظام القذافي.
وقال قادة الثوار "ان التحالف الدولي الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا يجب أن يبذل جهودا أكبر لمساعدة المدينة"، وقالت فرنسا انها تنظر في اقامة ممر انساني بجري الى مصراته.
وعبر بان كي مون عن قلقه الشديد ازاء تدهور الوضع الانساني للمدنيين في المدن الليبية التي تتعرض لهجمات عسكرية بما في ذلك مصراته والبريقة والزنتان، كما قال الناطق باسمه مارتن نسيركي.
واضاف إن "الظروف في مصراته خطيرة مع تقارير تشير إلى استخدم الأسلحة الثقيلة لمهاجمة المدينة حيث السكان عالقين ولا يمكنهم بسبب القصف العنيف المستمر منذ عدة اسابيع، تلقي الامدادات الأساسية مثل المياه النظيفة والمواد الغذائية والأدوية".
ودعا بان كي مون أيضا حكومة القذافي إلى الالتزام بدعوات مجلس الأمن الدولي لوقف اطلاق النار ووقف العمليات ضد المدنيين.
ومن جهتها قالت اموس إن "الوضع على الأرض خطير وان عددا كبيرا من الأشخاص بحاجة فورية للمواد الغذائية ومياه الشفة ومساعدة طبية عاجلة".
وأكدت أن "امكانية مغادرة المدينة أصبحت مسألة حياة أو موت نحن بحاجة لوقف مؤقت للعمليات الحربية في هذه المنطقة كي يتمكن الناس من ايجاد ملجأ".
وأشار بيان صادر عن مكتبها إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في مصراته.
وأوضحت اموس ان "الامم المتحدة تملك مواد تموينية وهي على استعداد لتوزيعها" مشيرة الى ضرورة "وقف مؤقت للعمليات العسكرية كي نتمكن من نقل المساعدات الى الاشخاص الذين هم بامس الحاجة لها".
وكانت مساعدة المتحدث باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو ان الحلف "سيفعل كل شيء لحماية المدنيين" في مصراتة.
المنشأت النفطية
وقال كعيم: "ان طائرات بريطانية نفذت غارة جوية على حقل السرير النفطي قتل فيها ثلاثة من الحراس واصيب بعض العاملين الاخرين في الحقل"، ولم يرد تأكيد فوري للنبأ من وزارة الدفاع البريطانية.
واضاف كعيم "ان الغارة الحقت اضرارا بخط انابيب يربط الحقل بميناء الحريقة الليبي" ، وقال "لا شك ان هذا عدوان وهو مخالف للقانون الدولي ولا يغطيه قرار الامم المتحدة".
فيما اكد متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان الانتاج في الحقول النفطية في مسلة والواحة توقفت بعد هجمات اصابتها خلال اليومين الماضيين من قبل قوات القذافي.
وميدانيا ، استعادت قوات القذافي السيطرة على مدينة البريقة شمال شرق البلاد ، وأخرجت الثوار منها.
فيما قال شاهد عيان " ان الثوار طردوا كتائب القذافي خارج مدينة البريقة بحوالي 20كلم , وهم الان يمشطون المدينة بالكامل.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية أن الثوار تعرضوا لقصف مدفعي من قوات القذافي في مدينة أجدابيا ، التي تبعد 80 كيلومترا شرق البريقة ، وحلقت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي صباح امس فوق المنطقة دون أن تتدخل في الأحداث.
وقال أحد الأطباء: "إن الثوار أخلوا مستشفى أجدابيا لأسباب أمنية ، كما غادر مدنيون ورعاة غنم بقطعانهم على متن شاحنات المدينة تحسبا لوقوع مواجهات جديدة".
هيلارى كلينتون |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق